منتديات سيوف سوفت بحاجة لمشرفين ومراقبين واداريين باجر شهري الرجاء وضع طلبات الاشراف في قسم الطلبات الموجهة للادارة او عن طريق رسالة خاصة لمؤسس المنتدى
تعلن منتديات سيوف سوفت عن انشاء منتدى جديد من نوع الفي بي بعنوان منتديات الجيريا نت وتدعوكم الى المشاركة فيه http://www.sokor.eb2a.com/vb
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد إن محمدا عبده ورسوله <blockquote>
( لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ).
وقال - صلى الله عليه وآله وسلم -:
( عينان لا تمسهما النار أبدًا: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله )
يقول ابن رجب - رحمه الله -:
قد تكاثرت النصوص على أن البكاء من خشية الله يقتضي النجاة من النار، والبكاءُ خوف من نار جهنم هو البكاء من خشية الله؛ لأنه بكاء من خشية عقاب الله وسخطه، والبعد عن رحمته وجواره ودار كرامته.
ويقول - صلى الله عليه وآله وسلم -:
( إن من أحسن الناس صوتًا بالقرآن، الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله ). وبين لنا - صلى الله عليه وآله وسلم – أنه أعظم الناس خوفًا من الله تعالى، وأشدهم له خشية، وأكثرهم تقوى، فيقول - صلى الله عليه وآله وسلم -:
تقول عائشة - رضي الله عنها – سألت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ﴿; وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾، أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون، قال: ( لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا تقبل منهم ﴿ أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ﴾ ). الفخـر في هذه الدنيا لذي هـدفٍ سامٍ فلا بهرجٌ فيه ولا خللُ الفخر فيها لقوم قدَّموا عملا يرضى به الله ما زاغوا وما عدلوا ساروا على منهج الإسلام في ثقةٍ يحدوهمُ الحب للجنات والوجلُ
الـرهبـة :
قال تعالى: ﴿ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ ... [البقرة: 40 ].
وقال تعالى: ﴿ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾
قال الحسن البصري:
"هو الخوف الدائم في القلب". اللهم اجعلنا ممن خاف مقامك في الدنيا فأمنته يوم القيامة. وما كثرت الذنوب وأظلمت القلوب إلا لقلة الخوف من علام الغيوب. تحيط بنا العبر، وتكثر الحوادث، وتعظم الكوارث، وتفتن الأمم، وتحل النقم، والأنفس لاهية، والأفكار ساهية، وحبال التقوى واهية. قلوب تحجّرت، وأحاسيس تبلدت، وجوارح عطلت، لا قلب يخشع ولا نفس تشبع، ولا عين تدمع، ولا فؤاد يرجف، ولا لسان ينكر.. إلا من رحم الله. أتخمت البيوت بالمعاصي، وملأت العقول بالشبهات، وأترعت النفوس بالشهوات، تُسمَع المعصية وقلَّ من ينكرها، ويشاهد المنكر وكأنه المعروف، ويؤكل الحرام وكأنه الحلال، يجالس صاحب المعصية، ويؤاكل ويشارب مرتكب الكبيرة دون حرج في النفس من فعله أو إنكار في القلب لسلوكه: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ﴿78﴾ كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ﴾ ... [المائدة: 78، 79 ].
آذان ألفت سماع المنكر، وأبصار استمرأت رؤية الباطل، وألسن استساغت اللغو والغيبة، وقلوب أقفرت من الخشية، وأجدبت من الخوف فاسودت وأظلمت، وقست وتحجرت، فهي كالحجارة أو أشد قسوة، لم تعد تهزها الموعظة، أو تنفعها الذكرى، أو تفيدها العبرة، أو يحدوها الوعد، أو يرهبها الوعيد، إلا من رحم ربك. &﴿ فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى ﴿9﴾ سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى ﴿10﴾ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ﴿11﴾ الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ﴿12﴾ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى ﴾ ... [الأعلى: 9-13 ].
ووالآن لنرى كيف ترجمت تلك المعاني، وطبقت هاتيك القيم، ولمع ذلك الإحساس في سماء صفوة من الناس، عمرت بالخوف قلوبهم، وتبددت من الإشفاق نفوسهم، وطاشت خشية الهول عقولهم، قلوب وجلة، وأكياد محترقة، وأعين باكية، وكادت تزهق لشدة الخوف أرواحهم. أضناهم السهر، وأفزعهم الخبر. خشوع وخضوع، نحيب ودموع، صلاة وصيام، وجهاد وقيام، ويبيتون لربهم سجدًا وقيامًا، ويصبحون شعثًا غبرًا صفرًا: تتجافى عن الفراش من الخوف إذا الجاهلون باتوا نياما بـأنيـن وعبــرة ونحيـب ويبيتون سجدًا وقيـامًا ومع كل ذلك كانوا كأن النار لم تخلق إلا لهم، فأشفقوا من يوم الوقوف على الله، وخافوا من المقام بين يديه